الثلاثاء، 29 يناير 2008

7 منازل عربية في اللد تترقب الهدم؛ شبح الهدم يلف على المنازل العربية من الشمال حتى الجنوب..


حسن عبد الحليم ورائد دلاشه - عرب 48

بعد أن حولت المؤسسة الإسرائيلية اللد والعرب في المدن المختلطة إلى أحياء فقر تعيش على هامش المجتمع اليهودي؛ بدأت تزاحمهم على مساكنهم من خلال قوانين التنظيم والبناء التي تمنعهم من البناء وتهدم ما يبنون حينما يضطرون للبناء.وقد عاد يوم أول أمس كابوس الهدم الذي يتهدد سبعة منازل عربية في حي تعايش في اللد بعد انقضاء المدة المحددة لتقديم الاستئناف. واستنفذ أصحاب المنازل وجمعية السبيل كافة الوسائل المتاحة لهم للحيلولة دون هدم تلك المنازل، إلا أن جهودهم باءت بالفشل.

عرفات اسماعيل عضو منتدى الإسكان – السبيل: "استنفذنا كافة السبل القانونية ولم يعد أمامنا ما نقوم به. هذا الوضع مأسوف عليه. للأسف اليوم نحن وغدا أنتم". "بعد انقضاء هذا المدة يتوقع الهدم في كل لحظة". قال صاحب أحد المنازل المهددة بالهدم، وأضاف: "لا يمكن وصف مشاعرنا ونحن نهب مذعورين كلما سمعنا صوتا خارج المنزل". وكانت المحكمة المركزية في بيتاح تكفا قد ردت في تاريخ 26/12/2007 طلب أصحاب هذه البيوت تأجيل تنفيذ قرار محكمة الصلح الصادر عام 2002 والذي يأمر بهدم هذه البيوت السبعة، ويوم أمس انتهى الموعد الذي حددته المحكمة لتقديم الاستئناف. وقد استنفذ اصحاب المنازل المهددة بالهدم كافة الوسائل في محاولة لمنع الهدم حيث توجهوا إلى المحاكم والى المؤسسات الحكومية بما في ذلك لجنة الداخلية التابعة للكنيست التي أوصت بتجنب الهدم في جلست عقدتها في أيار\ مايو عام 2005، وكذلك الجلسات الكثيرة التي تلتها مع المكاتب الحكومية الأخرى ووزارة الإسكان لكن بالرغم من ذلك وخلافا للتوصيات جاءت أوامر الهدم.

وقال السيد قفطان الوحواح، من مدينة اللد في حديث لموقع عـ48ـرب، إن منزله تحت المراقبة تمهيدا لهدمه ويتوقع أن يتم هدم المنزل في كل لحظة إضافة الى ستة منازل اخرى في نفس الحي المعروف بحي"تعايش" في مدينة الللد، بناء على قرار المحكمة الاسرائيلية. وناشد الوحواح قيادة الجماهير العربية التدخل من أجل الحيلولة دون هدم منزله، قائلا: " انا اسكن في المنزل منذ 6 اعوام مع عائلتي المكونة من 8 أنفار، ولا يوجد لنا مكان آخر نعيش فيه، فهل يعقل أن يرمونا في العراء".ويضيف: لقد فشلت جميع محاولاتنا في الحصول على ترخيص فبنينا بيوتنا على أراضينا اضطرا لتوفير مأوى لأفراد عائلاتنا لان لكل إنسان حق أساسي في العيش بكرامة وان يكون له بيت ومأوى لقد اتضح لنا مؤخرا أن البلدية تتذرع عند طلبها هدم بيوتنا بمرور سكة حديد في المنطقة حسب الخارطة لكن اتضح مؤخرا أن لا وجود لمثل هذا الخط الحديدي إذا أين العدل وأين التعايش المزعوم.

من ناحية أخرى علم موقع عـ48ـرب أن المحكمة الاسرائيلية في مدينة الرملة، قد أرجأت،بعد ظهر اليوم الثلاثاء، البت في قضية هدم منزل المواطن شعبان أبو سيف من مدينة اللد الى الأسبوع القادم.وقال منتدى الإسكان- سبيل في بيان أصدره يوم أمس: لقد كتب على ما يبدو على مدينة اللد انه كلما تولى رئاسة بلديتها رئيس جديد أن يفتتح مدة تولي منصبه بموجة من الهدم فالي متى ستظل عمليات الهدم تشكل حلا تتبناه السلطات بدلا من حل الضائقة السكنية التي يعاني منها المواطنين العرب بشكل جذري بواسطة حلول تتعلق بالتخطيط.

عرفات اسماعيل: لا وجود للتعايش في هذه البلاد

ويقول عرفات إسماعيل، عضو منتدى السبيل: طُلب مني المشاركة في لقاء تلفزيوني حول "التعايش" بثته قناة "هوت" لكنني رفضت لأنني اعتقد أن لا وجود للتعايش في هذه البلاد بشكل عام وفي المدن المختلطة بشكل خاص. حيث أن هذا التعايش المزعوم لا يتعدى كونه تعايش على الورق فقط فهو في الواقع غير موجود فأين هذا التعايش ما دامت الأحياء العربية في اللد تعاني من الإهمال في مجالات عدة كالبنية التحتية والمساحات الخضراء والأماكن العامة والشوارع والإضاءة وشبكة المجاري والصرف وملاعب الأطفال فهذه الأحياء خالية تماما من كل شيء. ويقول إبراهيم أبو صعلوك، عضو منتدى الإسكان: إن التعايش لا يخلق من نفسه بل يبنى وحتى يبنى يجب أن توفر له الظروف المناسبة ومن أين سيأتي هذا التعايش ما دامت الأحياء العربية في اللد وغيرها في المدن المختلطة تعاني من الإهمال على مدار عشرات السنين فعلى المسئولين التنبه إلى ذلك وتدارك الأمر والشروع في بناء الظروف المواتية لتنمية التعايش وبناء الثقة. ويقع حي تعايش في شارع هلين كلر غربي السكة الحديدية في اللد وقد أطلق عليه هذا لاسم بسبب دعم منظمة تعايش لهذا الحي ووقوف أعضاءها مع السكان خلال السنوات 2002-2004.

في قرية دهمش:

هذا وأبلغت السلطات الاسرائيلية المواطن أبو سيف الذي يقطن في قرية دهمش "غير المعترف بها" في مدينة اللد منذ 13 تموز\ يوليو 2007، بقرار هدم منزله بحجة "البناء غير المرخص"، وأمهلته مدة 30 يوما، الا أنها لم تفعل ذلك، ثم عادت مؤخرا لتبلغه مجداا بنيتها هدم المنزل في الايام القادمة، وعلى أثر ذلك توجه المواطن المذكور ومنتدى السبيل لمتابعة قضايا السكن – اللد، الى المحكمة من اجل استصدار امر منع هدم المنزل.يذكر أن نحو 50 عائلة عربية في هذا الحي تعاني من المضايقات ومحاولات الترحيل، بالرغم من امتلاك هذه العائلات، مثل عائلة البحر وعائلة الوحواح وعائلة عيسى، مستندات طابو على هذه الأرض، فيما تقوم بلدية اللد بالتخطيط لتطوير الحي اليهودي چاني أڤيڤ المحاذي لحي التعايش على حساب الأراضي العربية.

طرعان

وفي طرعان فأن عائلة أسعد صفوري تترقب صدور قرار المحكمة الاسرائيلية النهائي بخصوص منزلهم، بعد ان أصدرت المحكمة قرارا سابقا بهدم المنزل، لأن "دائرة اراضي اسرائيل" ( المنهال)، تدعي ملكيتها للأرض، معتبرة أرض عائلة صفوري " أملاك غائبين"، رغم أنهم ورثوها من عائلتهم التي تم ترحيلها الى الاردن عام النكبة.


وادي عارة

وتعيش عشرات العائلات في منطقة وادي عارة، حالة من التخوف والترقب بعد تسلمهما قبل بضعة اسابيع، اوامر هدم من قبل السلطات الاسرائيلية، بحجة البناء غير المرخص.وقد شهدت منطقة وادي عارة فعاليات جماهيرية وشعبية مكثفة من أجل محاولة منع هدم المنازل، وكذلك عرض قضية ازمة السكن على الراي العام المحلي. وقد زارت وفود متعددة هذه المنازل من أجل تقديم أستجوابات الى الوزارات وطرح القضية على الجهات والدوائر المعنية، وكانت احدث هذه الزيارات هي زيارة وفد الجمعية الاسرائيلية ضد الهدم، الذي من المتوقع أن يرفع توصياته الى الجهات المحلية والدولية بهدف منع هدم المنازل.

الاثنين، 28 يناير 2008

اضراب شامل الجمعة القادم ومظاهرة مركزية في سخنين احتجاجا على اغلاق ملف شهداء هبة القدس والأقصى..

عرب 48\ رائد دلاشه

أقرت لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب في البلاد التوجه إلى المحافل الدولية من أجل فتح تحقيق رسمي بإشراف خبراء دوليين من أجل النظر في استشهاد 13 مواطنا من فلسطينيي الداخل في هبة القدس والأقصى عام 2000. ويأتي هذا المطلب بعد قرار المستشار القضائي للحكومة ميني مزوز إغلاق الملفات ضد أفراد الشرطة الاسرائيليين المتورطين في جرائم القتل.
كما أقرت لجنة المتابعة إعلان الإضراب العام والشامل تنديدا واستنكارا لتهرب السلطات على اختلاف مستوياتها من مسؤولية مقتل الشهداء، وتجند القضاء للسلك السياسي في الدولة، بإعلان إغلاق ملفات التحقيق. ودعت كافة القوى الوطنية والاحزاب ومركبات لجنة المتابعة للتجند من أجل إنجاح المظاهرة التي ستنظم يوم الجمعة القادم في مدينة سخنين في الساعة الثالثة بعد الظهر.

وأعلنت لجنة المتابعة عن توكيلها لمركز "عدالة – المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل" لمتابعة الملف من الناحية القانونية في المحافل الدولية، مع إفساح المجال لمشاركة هيئات قانونية أخرى، وتشكيل طاقم مصغر ينبثق عن لجنة المتابعة مهمته التنسيق ومتابعة عمل الطاقم القانوني.

وقال رئيس لجنة المتابعة، شوقي خطيب في تلخيصه للجلسة التي عقدت في مكاتب لجة المتابعة للنظر في قرار المستشار القضائي إن الأقلية العربية ترى أن قوانين اللعبة قد اختلفت مع إسرائيل بعد إغلاقها لملف مقتل الشهداء. وسرد خطيب الخطوات التي قامت بها لجنة المتابعة من أجل تقديم المجرمين للمحاكمة وعدم إغلاق الملفات، كما ذكر خطيب خيمة الاعتصام التي تم نصبها في القدس، وإعلان القيادة العربية الإضراب لمدة ثلاثة أيام، هذا الأمر الذي أدى بالمستشار القضائي إلى إعلان فتح تحيق جديد، إلا أنه سرعان ما أغلق الملفات، وبذلك أعطى الضوء الأخضر للشرطة الإسرائيلية في الاعتداء وقتل المواطنين العرب.

وقال الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، في الاجتماع: " إنه ولأول مرة يوجد إجماع من كافة القوى لنقل قضية عرب الداخل كقضية دولية الى المحافل الدولية، وهذه خطوة نوعية وتاريخية"، مشددا على وجوب نقل هذه الرسالة الى الجمهور العربي"، ومضى عبد الفتاح: أن هذه الخطوة التاريخية نتجت عن التمادي الاسرائيلي في التعامل العنصري مع المواطنين العرب، وهذا الواقع الجديد يجب أن يكون له تأثير كبير على نضالنا الشعبي والجماهيري".
يذكر أن سكرتيري الأحزاب وممثلي الحركات الوطنية والاسلامية سيجتمعون يوم غد الثلاثاء، عند الساعة الحادية عشرة، من اجل وضع واقرار الترتيبات الاخيرة المتعلقة بالتجنيد للمظاهرات والاحتجاجات في الأيام القادمة.

نشطاء التجمع والقائمة الموحدة في الناصرة لبيرس: الناصرة لا ترحب بسفاح قانا..

عرب 48\ رائد دلاشه

لا أهلا ولا سهلا يا سفاح قانا"...هكذا استقبل نشطاء التجمع الوطني الديمقراطي، رئيس إسرائيل، شمعون بيرس، أمام كنيسة البشارة، خلال جولته مع رئيس بلدية الناصرة في المدينة.
وقد تظاهر العشرات من نشطاء التجمع، وانضم إليهم عدد من نشطاء قائمة الناصرة الموحدة، استنكارا ورفضا لزيارة بيرس الى المدينة، في ظل العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني والحصار التجويعي المفروض على غزة، بالاضافة الى تحميلهم المسؤولية لبيرس عن مقتل شهداء هبة القدس والأقصى عام 2000، بوصفه وزيرا في الحكومة خلال هبة القدس والأقصى، والتي استشهد فيها 13 مواطنا عربيا.
وقد حمل المتظاهرون الاعلام الفلسطينية والشعارات المنددة بزيارة بيريس، وبتاريخه الحافل من قتل العرب كما فعل في مجزرة قانا اللبنانية في نيسان/ ابريل عام 1996. وهتفوا: "بيرس مجرم"،"الشرطة أم الإرهاب". هذا الاستقبال لبيرس أمام الكنيسة جعل الحراس ورجال الشرطة الذين رافقوه يتخذون إجراءات الحيطة والحذر، بالإضافة إلى إجراءات أمنية على مستوى عال.
وصرح مركز اتحاد الشباب الوطني والناشط في حزب التجمع، صالح علي، الذي تواجد مع المتظاهرين في حديث لموقع عـ48ـرب، إن نشطاء فرع التجمع في الناصرة نظموا التظاهرة على وجه السرعة فور علمهم بقدوم بيرس، سفاح قانا ومجرم الحرب الى المدينة، وهذا هو الاستقبال الذي يليق بأمثاله من وجهة نظرنا"،.وأضاف: " أن هذه الزيارة التي تأتي بعد يوم واحد من إغلاق ملف التحقيق في مقتل شهدائنا الأبرار، تجعلنا نشعر بأن هنالك استهتارا واستخفافا بالدم العربي، ومن المؤسف أن يجد بيرس من يستقبله في الناصرة".وكان رئيس بلدية الناصرة ونائبه علي سلام، ومدير عام البلدية راجي منصور، قد استقبلوا بيرس في "نتسيريت عيليت" سوية مع رئيس بلديتها، مناحيم أرياف، وذلك قي حفل تدشين محطات الكترونية للمعلومات السياحية التاريخية في الناصرة، وهو المرحلة الاولى في مشروع مدن ديجيتالية (رقمية) والذي يشمل الناصرة – ونتسيرت عيليت والذي حضره ايضا رئيس شركة "سيسكو" العالمية الممولة للمشروع جون تشمبرز.

الأحد، 27 يناير 2008

المستشار القضائي للحكومة يقرر عدم تقديم لوائح اتهام ضد أفراد الشرطة الذين أطلقوا النار على شهداء هبة القدس والأقصى


موقع عرب 48 و رائد دلاشه
27.1.08
____________

قرر المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، ميني مزوز، عدم تقديم أي لائحة اتهام ضد أفراد الشرطة الذين أطلقوا النار على المتظاهرين العرب خلال هبة القدس والأقصى في العام 2000، ما أدى إلى سقوط 13 شهيدا، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى.وجاء أن مزوز قرر بشكل نهائي عدم تقديم لائحة اتهام، وذلك في التقرير الذي نشر اليوم، الأحد، والذي يساند قرار ما يسمى "وحدة التحقيقات مع أفراد الشرطة – ماحاش" في أيلول/ سبتمبر 2005 بشأن إغلاق ملف التحقيق.وادعى مزوز أنه عدا عن المصاعب الكثيرة في توفير الأدلة، والتي تراكمت مع مرور السنين، فقد كان يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الحديث عن تفعيل اعتبارات عملانية في حالة طوارئ، في ظروف لا تشرعن إلقاء مسؤولية جنائية، خلافا لاتخاذ إجراءات إدارية"، على حد تعبيره.ويتضمن تقرير مزوز التقرير الذي كتبه طاقم النيابة العامة برئاسة القائم بأعمال المدعي العام، المحامي شاي نيتسان، والذي يشرح فيه (في 500 صحفة) "الأدلة التي توفرت والمصاعب، المزعومة، التي تكشفت خلال التحقيق في 13 حادث إطلاق نار، قتل فيها 12 مواطنا عربيا من الداخل، وفتى من سكان قطاع غزة".وكان قد تأخر نشر التقرير مدة سنة، وذلك بعد أن قام مركز "عدالة" بنشر تقرير خاص بالمركز، يطالب فيه بمحاكمة أفراد الشرطة المتورطين في جرائم القتل. وعندها قررت النيابة العامة إعادة دراسة النتائج في ظل المعطيات التي بينها تقرير مركز "عدالة". وبحسب مزوز فقد تم أخذ ادعاءات "عدالة" بعين الاعتبار.


المجتمع الفلسطيني في الداخل في حالة ترقب قبل صدور القرار


هذا وقد ساد حالة من الترقب داخل المجتمع العربي ، في انتظار قرار المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية، المتعلق بملفات أفراد الشرطة المتورطين في قتل شهداء هبة القدس والاقصى عام 2000، علما ان المعلومات التي رشحت ترجح أن المستشار ميني مزوز ينوي الاعلان ، اليوم 27-1-08 عن اغلاق جميع الملفات وعدم تقديم أي من رجال الشرطة الاسرائيليين للمحاكمة.وقد عقد مساء أول أمس، الجمعة، في مقر جمعية عدالة – المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في الداخل، اجتماعا شارك فيه : ذوو شهداء هبة القدس والاقصى عام 2000 وعدد من قادة الاحزاب العربية من بينهم: عوض عبد الفتاح الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي والنائب د.جمال زحالقة رئيس الكتلة والنائب محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية ومركز الجبهة أيمن عودة، ورئيس لجنة المتابعة العربية لشؤون الجماهير العربية شوقي خطيب، بالاضافة الى الطاقم القانوني لجمعية عدالة، من أجل التباحث في ألاعلان المتوقع للمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية.وقد خيمت حالة من الاستنكار والغضب من خطوة المستشار المتوقعة، والتي تعبر عن الاستهتار بحياة الشهداء، وعدم احترام حقوق المواطنين العرب، بل التعامل العدائي من جانب المؤسسة الاسرائيلية لمواطنيها العرب.

وقال المهندس شوقي خطيب، رئيس لجنة المتابعة في حديث لموقع عـ48ـرب، أن الاجتماع جاء بناء على دعوة من مركز عدالة لوضع اهالي الشهداء في السيناريوهات المتوقعة بعد قرار المستشار القضائي، وأضاف أنه في حال عودة المستشار مزوز الى اعلانه السابق في عام 2005، فان معنى ذلك أن الآليات قد استنفذت وأن التوجه الى المحافل والمحاكم الدولية سيصبح أمرا لا بد منه، مؤكدا أن لجنة المتابعة قد ناقشت هذا الموضوع بجدية وان اعلان الاضراب هو أمر مطروح وسيناقش في أجتماع المتابعة القادم!

واعتبر أمين عام حزب التجمع الوطني عوض عبد الفتاح، أن قرار الاضراب سيكون واردا بكل قوة اذا كان تقرير المستشار القضائي سيلغي الملفات كليا وفق المعلومات الواردة، وقال عبد الفتاح: "بحسب توقعاتي فان مركبات لجنة المتابعة من حركات وأحزاب ستقر اضرابا نوعيا، في اجتماع المتابعة المزمع عقده بعد اعلان المستشار الاسرائيلي"، واعتبر أن مثل هذا القرار هو واجب جميع الاحزاب والحركات لتنبيه الناس من خطورة هذا القرار على مستقبلهم، لأن التعامل المخجل مع ملفات قتل واغتيال الشهداء الفلسطينيين العرب يعتبر حلقة أخرى من مسلسل التمادي الذي تعتمده المؤسسة الصهيونية في التعامل مع العرب. وقال : "أن واجبنا ودورنا هو اعلان خطوات نوعية على المستوى الشعبي والدولي والتوجه للمحكمة الدولية، من أجل كرامتنا وعملا في سبيل منع القتل القادم.."

حسن عاصلة، الناطق بلسان لجنة ذوي الشهداء ووالد الشهيد أسيل عاصلة من قرية عرابة البطوف، قال في حديث لمراسلنا، أن مواقف القيادة العربية والاجواء التي شعر بها في أجتماع امس في عدالة، تثلج الصدر، وتتماشى مع طموح أهالي الشهداء بوجوب تعرية الجلاد الأسرائيلي دوليا، ومواصلة النضال على جميع الاصعدة حتى ينال المجرم الاسرائيلي عقابه"، وناشد عاصلة الجمهور والشباب العربي في البلاد بالتكاتف والتوحد في سبيل دحر الخطر والقتل القادم، قائلا: " ان المؤسسة الاسرائيلية وبحسب كل المؤشرات تخطط لهجمة جديدة أشرس على المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني".من جهة أخرى، ناشد المحامي حسن جبارين في حديث سابق لموقع عـ48ـرب الهيئات الشعبية والجماهيرية الفاعلة وعلى رأسها لجنة المتابعة العليا، بالتحضير من أجل التصدي لهذا القرار في حالة صدوره، وعدم ترك طاقم الدفاع وذوي الشهداء لوحدههم في هذا الموضوع، بل إن هناك حاجة ماسة لمواصلة النضال الشعبي لفضح الممارسات العنصرية تجاه المواطنين العرب، ومن أجل تقديم رجال الشرطة الى المحاكمة.

السبت، 26 يناير 2008

أهالي البقيعة يقبعون تحت حصار اقتصادي خانق بعد الهجمة الدموية على القرية..



أيام دامية قضت وصبغت البقيعة بأحمر الدم بفعل اطلاق النار على الأهالي من قبل الشرطة الاسرائيلية وحرس الحدود. لم تفاجئ هذه الحملة المسعورة في ساعات الظلمة، التي طبل لها الاعلام العبري، الأهالي بحسب روايتهم، لأن مشاعر الإستياء لدى هؤلاء " العرب الدروز" في السنوات الاخيرة طغت على "الولاء" للدولة" كما أحبت المؤسسة الاسرائيلية أن تسميه. فسياسة الحكومة الاسرائيلية من مصادرة وتمييز كانت كفيلة بالتأكيد على ضرورة التمسك بالهوية القومية، والاستعداد لمواجهة السياسية العنصرية التي تستهدف أرضهم وثقافتهم.قصدت البقيعة بعد أن وصل التحريض على أهلها ذروته وغاب قرع الطبول (ربما مرحليا)..هل هذه البقيعة؟ أكاد أن لا أصدق! أين الحافلات وأين المجموعات التي أعتدت أن أشاهدها عند دخول القرية ؟!: شوارع خلت من الزوار والسياح، ومواقف الحافلات على جانبي الشارع خالية !، الكراسي مقلوبة عكسيا، والصمت "يلهو" وحده ! ، قلت لنفسي هل الوقت ما زال باكرا، وهل غادر الزوار القرية نهاية الاسبوع؟ أجبت نفسي: " أسأل أهل مكة فهم أعلم" !


مخطط نفذ بعد تحريض يهود متطرفين..

مدخل البقيعة..التقيت هايل عامر في مطعمه المعروف "مطعم المغارة" كان جالسا يحتسي القهوة وزوجته. سألته: "كيف الوضع اليوم"؟فأجاب سريعا: "ما تشهده الآن هو ما نحن عليه منذ اليوم التالي للمواجهات"، وأضاف: "لم يدخل الى المطعم من اليهود منذ ذلك اليوم سوى أفراد لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، مع أن هذا المكان كان يرتاده العشرات واحيانا المئات في اليوم، كانوا يقصدونه من أبعد المناطق حتى من تل أبيب والقدس.. بعضهم قال لي نحن نعرف اهالي البقيعة منذ سنوات والشرطة أخطأت عندما هاجمتكم". - كيف ترى الأوضاع في القرية بشكل عام؟ - خراب بخراب ما تشاهده هنا هو ما ستراه في كل مطاعم ومتاجر القرية، لقد عملت الشرطة على تشويه سمعة القرية بعد أن اعتدت علينا وهاجمتنا، هذا الوضع الذي يريدونه اليوم، يريدون ان يعاقبونا ويعلمونا درسا يا أخي". - ماذا حصل؟ كيف حدث هذا الزلزال؟- قبل كل زلزال هنالك مؤشرات، لا تظن أن الهوائية التابعة لشركة الاتصالات هي التي جعلتهم يهاجمونا، بل إنه مخطط نفذ بعد تحريض من يهود متطرفين من جماعة كهانا وأمثالها الذين يحاولون تهويد القرية وجلب الانظار اليها من اليمين والجماعات اليمينية المتطرفة الأخرى كي يهودوها، ولهذا اعتمدوا أسلوب المواجهة معنا، وحرقوا بيوتهم واتهمونا، كي يصوروا للرأي العام أن العرب يعتدون عليهم ويكرهون اليهود".- وماذا مع الجيران القدامى كيف عشتم كل هذه السنوات؟- كان حسن جوار بين كل الديانات، بلدتنا كانت على ما يرام حتى أخذ جهاز الشاباك يجند متعاونين يهود كي يخربوا البلد من جميع النواحي"..ويضيف عامر: " انا اسكن وسط البدة في ساحة العين وقبل نحو عامين دخلت سيدة يهودية متطرفة إلى الحي الذي يعج بالزوار اليهود يوميا، وكل ما كان يشغلها هو إقصاء الزوار والسياح اليهود من القرية، كانت تقول لهم: لماذا تشترون من عندهم؟ لماذا تأتون إلى هنا فأهل البقيعة هم حزب الله و مخربون؟.وأردف عامر متسائلا بغضب: "لقد وقع في البقيعة في الأعوام الاربعة الاخيرة جريمتا قتل لشابين، لماذا لم تكشف الشرطة ولم تتوصل الى الفاعلين حتى اليوم؟، ماذا مع حرق السيارات بالجملة؟ هم لا يفعلون شيئا، وبحجة هوائية يحولون القرية الى حمام دم! كل هذا بسبب كوننا عربا، ونحن نقول لهم إننا فخورون بعروبتنا وقوميتنا، وأطالب القيادة العربية الدرزية بالعمل لإلغاء الخدمة الإلزامية عن الشبان الدروز، كل الحديث عن مساواتنا هو كذب، ماذا عن التمييز في الميزانيات ومصادرة اراضي في البقيعة والكرمل وفي كل مكان؟! هل هذه مساواة؟".
أكملت طريقي.. مصالح تجارية مغلقة وأخرى خالية من الزبائن، طاولات بلا ضيافة، وأصحاب المتاجر يتكئون على مداخل مصالحهم! يستمتعون ربما بشمس الخريف التي أطلت بعد أن فارقتهم لأيام إجلالا لرحمة الرب عليهم وخير المطر، ينتظرون أن يزورهم البشر ليرتزقون ويعيلون عائلاتهم كما كان يوماً.
سرت في طريقي أستمتع مثلهم بأشعة الشمس وبمنظر أشجار التين والكرمة التي تميز القرية، حتى وصلت فندق القرية، المشهد مؤلما.. لا حافلات في الموقف ولا سيارت حتى.. سألت الجيران، هو السؤال بعينه: "كيف الوضع" ونظرت الى اليافطة ( فندق البقيعة)، أجابوا: " الحمد لله أسوأ من الذي تشاهده لن يمر علينا، بطالة "لا شغله ولا عمله"!

يفرضون علينا حصارا اقتصاديا ومقاطعة تامة..

في الجهة المقابلة "ملتقى الوادي- لبنة – زيت وزعتر"، المشهد ذاته طاولات من البلاستيك "طلقها" الزبائن، التقيت أم جمال صاحبة الملتقى، فقالت: "الوضع الاقتصادي على عتبة الانهيار، الحركة التجارية كانت نشطة وشكلت عاملا مركزيا في حياتنا وحياة اهالي البلدة". "الزوار اليهود وهم الشريحة الاوسع أصبحوا يخشون القدوم الى البلدة، وخسائرنا الاقتصادية فادحة وشبيهة بأيام الحرب على لبنان، وزارة السياحة تقصد معاقبتنا ولا تشجع أحدا على القدوم الى هنا بل هنالك معلومات وصلتنا تفيد أن وزارة السياحة تحذر الزوار اليهود من القدوم الى هنا"."أصبحنا أعداء، بعد ان فرضوا حصارا على قريتنا استمر لأيام.. يفرضون علينا اليوم حصارا اقتصاديا ومقاطعة تامة، لقد فقدنا الثقة بكل هذه المؤسسات، يريدون منا ان نستسلم ونكون ضعفاء، ويساومونا على لقمة عيشنا التي نكسبها من المصالح التجارية"..ومضت أم جمال: "هذا عقاب مبرمج ليس من الشرطة فحسب بل من أعلى المستويات في الدولة، نحن نتوجه إلى النواب العرب في الكنيست الذين نقدر وقفتهم الى جانبنا بمتابعة القضية، وعدم السماح باغلاق ملف الاعتداء علينا دون معاقبة المسؤولين. وعبر صفحاتكم أقول لأعضاء الكنيست في الأحزاب الصهيونية بأن يكفوا عن التلاعب بقضيتنا وبيعها مقابل مصالحهم الشخصية. نحن فقدنا الثقة بهذه الدولة على الرغم من أننا خدمناها كثيرا ومنذ الآن فصاعدا لا أحد سيتجند للجيش وسأعمل كل ما بوسعي وسأمنع ابني من الذهاب للجيش إذا لم يرفض هو"!!
غضب في البقيعة، هو الحديث نفسه في كل مكان وكل زقاق من أزقتها القديمة التي قل مثيلها. بضع أمتار من "ملتقى الوادي" تجلس "هدى" الى جانب زوجها في " ملتقى ريا" ، تقول: " أنا أم لخمسة أولاد، اعتشنا من هذا المكان الذي يقدم المأكولات الخفيفة والمشروبات.. اليوم أصبحنا نخاف المستقبل، كيف سندفع الدفعة الشهرية من القرض الاسكاني "المشكنتا"، نحن نطالب الحكومة بتعويضنا عن الخسائر الفادحة التي لحقت بنا بسبب العنصرية ضدنا".
إذا رزقني الله اطفالا فلن يخدموا في الجيش يوما..
إلى المكان حضر عروة خير، شاب في العشرينات من عمره، " أنا صاحب مطعم "المنقوشه" وأشار بيده الى المطعم، ومضى يخاطبي بصوت واثق غاضب " يشنون حربا علينا حرب الرصاص مضت واليوم حرب اقتصادية، هم يريدون ان نركض وراء لقمة العيش ونصل الى حد " ننهش ببعضنا" بسبب الاوضاع"!وتابع: "لدينا معلومات أن الشرطة وأجهزة الامن تمنع مجموعات السياح من القدوم الى هنا".ويضيف: " نحن في عهد جديد ولن نرضى بعد اليوم بعدم المساواة، وكل من ظن اننا في جيبهم فهو ليس على صواب، هم يدخلون الجنود الى القرية، أقسم لك إنني سأعمل كل ما بوسعي لمحاربة التجنيد الاجباري، وإذا رزقني الله اطفالا فلن يخدموا في الجيش يوما"، "نريد أن "نشحد" ولن نساوم على كرامتنا أبدا"!

"زار أهالينا سورية والتقوا عائلاتهم بفضل د.بشارة.."..
كل شيء سياسة هكذا يقول الأهالي، الحديث عن المعاناة الاقتصادية ليس تقريرا اقتصاديا، هذه هي صورة الوضع في البقيعة، استنكار واستهجان وتخوف مما هو آت، ومما تخفيه الايام من مخططات التعامل مع أهالي القرية. وهم يؤكدون: "أن كل محاولات الدولة لفصلهم عن المجتمع العربي ما هي الا وهم، المساواة من الصنف الذي تتوقع الدولة ان نقبله لن نرضى به يوما".شهادات بالجملة، والحديث لا ينتهي، كل يطرح وجهة نظره والصفحة تطوى وراء الاخرى. بعد حديث طويل أطل علينا في المقهى الشاب نايف خير – صاحب مصنع للشايش واخذ يشرح معاناته الاقتصادية ومضى يقول: " انا خدمت في الجيش الاسرائيلي، لكنني نادم جدا، دائما قالوا لنا أنظروا الى الدروز في سوريا كيف يعيشون هناك ويعانون المجاعة"، ومضى يقول: " زار أهالينا سوريا والتقوا بعائلاتهم هناك بفضل ومساعدة الدكتور عزمي بشارة الذي نكن له أحتراما كبيراً، في سوريا أخواننا الدروز يعيشون بكرامة، واذا كانت الكرامة تقاس بما نأكل وأين نبيت فأنا أقول يا مرحبا بالفقر لانه لا يعيب أحدا".

"حالنا كحال الفلسطينيين في الخليل"..
أنهيت جولتي في البلدة القديمة أو ما يعرف بحي "ساحة العين"، وهو أكبر تجمع تجاري في القرية، يمتاز بتصميمه التاريخي ... ساحة أشباح .. صمت مخيف لا يكسره الا حديث مجموعة من "المتطرفين" كما وصفهم احد الشبان الذي التقيته الذي أخبرني: "هذه المجموعة قدمت منذ يوميين الى هنا وكانوا يقفون على أسطح منازل اليهود وهم يحملون بنادقهم" ومضى يقول: هكذا تريد الحكومة أن تجعل المكان، بالضبط كما حالة الفلسطينيين في الخليل، هكذا كتب علينا ان نعيش في هذه البلاد!