الجمعة، 1 فبراير 2008

نحو 20 ألأف متظاهر في مسيرة حاشدة في سخنين احتجاجا على إغلاق ملفات قتلة شهداء هبة القدس والأقصى..

عرب 48 \ رائد دلاشه
شارك نحو 20 ألف متظاهر من فلسطينيي الداخل في المسيرة الاحتجاجية الحاشدة التي أنتهت قبل قليل في مدينة سخنين، احتجاجا على أغلاق ملف التحقيق في مقتل 13 شهيدا من فلسطينيي الداخل، وعدم تقديم رجال الشرطة الاسرائيليين المتورطين في قتلهم الى المحاكمة بناء على قرار المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية.
شيبا وشبابا لبوا نداء لجنة متابعة قضايا شؤون المواطنين العرب، وتظاهروا غاضبين، ضد عدم تقديم "المجرمين" للمحاكمة !!، وأعلنوها صرخة واحدة بأنهم لن يثقوا بعد في القضاء الاسرائيلي، ولن يعقدوا آملا في تغيير وجه الحكم في دولة اسرائيل وتعاملها العنصري مع الفلسطينيين فيها، وحملوا نعشا كتبوا عليه "جهاز القضاء الاسرائيلي"، في اشارة الى فقدان الثقة بقضاء اسرائيل كما في حكومتها .
"هذه أرضي ودمي يشهد" ، "كفى اجازة لقتل العرب"، شعارات حملها المتظاهرون الى جانب 13 نعشا عليهم صور الشهداء الابطال من الجليل والمثلث، طافوا بهم شوارع مدينة سخنين من شارع الشهداء وحتى النصب التذكاري لشهداء يوم الارض عام 1976.وقد رفع المتظاهرون الأعلام السوداء والأعلام الفلسطينية وشعارات تندد ولافتات تندد بإغلاق الملفات وبسياسة السلطة إلى جانب شعارات تضامن من الأهل في قطاع غزة.
وانتهت المسيرة بمهرجان خطابي تحدث فيه كل من رئيس بلدية سخنين محمد بشير ورئيس لجنة المتابعة شوقي خطيب ورئيس لجنة ذوي الشهداء حسن عاصلة.
هو النصب التذكاري نفسه الذي يشيد ذكرى ستة شهداء أبطال استشهدوا في يوم الارض، يستقبل اليوم 13 أبنا لهم استشهدوا عام 2000، في مظاهرة تحولت الى مهرجان حاشد زين بالاعلام الفلسطينية وبصور الشهداء، شارك فيه أبناء البطوف وجبل سيخ والناصرة ووادي عارة والمثلث الجنوبي والنقب... هتفوا جميعا: " دم الشهدا بنادي حره يا ارض بلادي"، "من سخنين لغزة شعب كرامة وعزة"..
افتتح المهرجان الخطابي بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء شعبنا الطاهرة، ومن ثم أستمع الحشد الى تلاوة من الذكر الحكيم للشيح علي أبو ريا. تلته كلمة رئيس بلدية سخنين محمد بشير، الذي شدد على ان الجماهير العربية لن تخيفها اساليب التخويف.
وجاء في الكلمة التي القاها رئيس لجنة متابعة شؤون المواطين العرب، شوقي خطيب: " أن مظاهرة الثلاثين ألف أنسان هذه جاءت لتقول للقضاء الإسرائيلي ظهر وجهكم الحقيقي، لقد انزلنا قناعا وراء قناع عن وجهكم.. ونقول لكم اننا هنا باقون على ظهوركم وقلوبكم مهما شرعتم ومها قتلتم، فنحن ملح هذه الأرض، وأن لم يعجبكم ذلك فأشربوا من اين شئتم "! وأضاف: " نحن نريد لجنة تحقيق بإشراف دولي ولم نعد نتوخى من قضائكم أن ينصفنا، فسبق أن شكلت لجان التحقيق وأعطت توصياتها.. ورغم كل ذلك ما زلتم تنكرون قتل أبنائنا، وتتنصلون من المسؤولية.
وكانت الكلمة التالية لحسن عاصلة، عن لجنة ذوي الشهداء الذي ترجل الى المنصة.. وبنبرة ألم وصمود ، تحدي وكبرياء قال: ان عشت فعش حرا وان مت فكالاشجار وقوفا.. السلام عليكم أيها الشهداء ولعنة الله قاتليكم: ايهود براك، جاي رايف، اليك رون، فيلك، مزوز ،روبنشتاين ،واربيل.. وباقي القتلة". ومضى: " نعاهدكم ونعاهد الشهداء ان نلاحق المجرمين حتى ينالوا عقابهم العادل، واتعهد امامكم ان افني أخر قطرة في جسدي من اجل الانتقام من القتلة المجرمين ومن أجل الحفاظ عليكم يا أبناء شعبي الاحباء... المجد والخلود للشهداء وكل العار للقتلة المجرمين"..وأردف : "انهم يراهنون على صمودكم وذاكرتكم فأثبتوا لهم انكم ملح الارض وشمس الوطن التي لا تغيب". وخاطب عاصلة الجماهير الغفيرة قائلا: "ان الرسالة التي اوصلتموها اليوم الى المجرمين تقول ، في هذه الارض شعب متجذر فانظر يا اسرائيل من حولك لا بدك انك تدرك ان كافة الغزات قد مروا من هنا ولم يبق لهم اثر فافهموا انكم تصنعون بافعالكم مقصلة لشعبكم اليهودي ..نحن لن نرحل الى اي شبر في مكان آخر وسنبقى كالسنديانة وكالصخر ثابتين واعدكم انك ستزولون وسنبقى نحن هنا ملح الارض".

وقال والد الشهيد احمد ابرهيم صيام من قرية معاوية في حديث لموقع عـ48ـرب: " سنواصل ملاحقة القتلة حتى اخر يوم في حيتتنا انه سياتي اليوم الذي يحاكموا به ويعاقبوا على فعلتهم وجرمهم، ولن نرضى ان يذهب دم ابنائنا هدرا، ولن يهرب منا حكام اسرائيل القتلة على مختلف مستوياتهم".
وقال النائب جمال زحالقة الذي شارك في المسيرة في حديث مع عرب48 إن الحضور الجماهيري الواسع في المسيرة والمظاهرة هو دليل على عمق الغضب والسخط على الجرائم المتكررة ضد الفلسطينيين في الداخل.وقال زحالقة: اليد التي ضغطت على الزناد في هبة أكتوبر المجيدة وقتلت 13 من خيرة شباننا هي نفس اليد التي كتبت التقرير الذي برأ المجرمين، ونجد نفس البصمات على المسدس الذي أطلق النار وعلى القلم الذي كتب تقرير براءة المجرمين.وأضاف: لقد "لاحقنا العيار إلى باب الدار" ومنحنا المؤسسة فرصة لكشف حقيقة ما جرى في أكتوبر، ومعاقبة المجرمين، وبعد مضي أكثر من 7 سنوات على الجريمة نجد أن ليس الشرطة وحدها تعاملت معنا كأعداء وليس كمواطنين بل أيضا السلطة القضائية ناهيك عن السلطتين التنفيذية والتشريعية. لذا علينا وبأسرع وقت ممكن تشكيل وفد سياسي يمثل الجماهير الفلسطينية في الداخل يتوجه إلى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية لرفع شكوى رسمية ضد دولة إسرائيل بشأن جريمة أكتوبر وما سبقها وما تلاها من جرائم بحقنا، كي ننبه العالم إلى أننا أقلية في خطر وبحاجة إلى حماية دولية في وجه طغيان ووحشية المؤسسة الإسرائيلية اتجاهنا. لقد استنفذنا كافة الإجراءات الممكنة محليا ومن حقنا، لا بل من واجبنا أن نتوجه للمجتمع الدولي ليأخذ مسؤوليته.وانتهى بالقول: تقرير مزوز أغلق الملف من جهته ولكن جرحنا لا زال مفتوحا وقضيتنا ستبقى مفتوحة حتى نصل إلى الحقيقة ونحقق العدالة.
هذا وشهدت البلدات العربية في الداخل اضرابا شاملا، اليوم الجمعة، وذلك احتجاجا على اغلاق ملف التحقيق في مقتل 13 شهيدا من فلسطينيي الداخل عام 2000، وعدم تقديم رجال الشرطة المتو رطين بقتلهم للمحاكمة.وشمل الاضراب كافة المؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الفاعلة في الداخل، والسلطات المحلية، وجهاز التعليم والمرافق الاقتصادية.
وكانت لجنة المتابعة قد أعلنت عدم نيتها الاستئناف الى المحكمة الاسرائيلية العليا، على قرار المستشار القضائي الاسرائيلي اغلاق ملفات التحقيق، معلنة عن عدم ثقتها بالقضاء الاسرائيلي والتوجه بدلا من ذلك إلى المحافل الدولية من أجل فتح تحقيق رسمي بإشراف خبراء دوليين، من أجل اجراء تحقيق جاد وتقديم المجرمين للمحاكمة.
وقال الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح:" إنه ولأول مرة يوجد إجماع من كافة القوى لنقل قضية عرب الداخل كقضية قومية الى المحافل الدولية، وهذه خطوة نوعية وتاريخية"، مشددا على وجوب نقل هذه الرسالة الى الجمهور العربي".ومضى عبد الفتاح: أن هذه الخطوة التاريخية نتجت عن التمادي الاسرائيلي في التعامل العنصري مع المواطنين العرب، وهذا الواقع الجديد يجب أن يكون له تأثير كبير على نضالنا الشعبي والجماهيري".
واعتبر اتحاد المرأة التقدمي، قرار المستشار القضائي عدم تقديم لوائح اتهام ضد قتلة الشهداء شبيه بالقتل ذاته، وقال في بيان صادر عنه إن المستشار القضائي بذلك لا يبرئ 13 قاتلا فحسب بل يبيض نظاما عنصريا"، وجاء ايضا: " الرصاص لا يخترق إرادة الشعوب، ولا يستطيع قتلها، وأننا لن نغلق الملف".
ودعا الاتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب للمشاركة وإنجاح الإضراب والمسيرة، وإلى المشاركة في مهرجان "الجرح المفتوح والحساب المفتوح"، الطلابي السياسي في مسرح الميدان يوم الأربعاء 06/02/2008. وجاء في بيان للاتحاد القطري: "إننا في الإتحاد القطري وباسم الشباب الوطني داخل وخارج الجامعات نعلنها جليا بأننا لا نؤمن بنزاهة المؤسسات التمثيلية والمدنية للكيان الصهيوني، دولة أسرائيل. فإن العدل والديمقراطية هي قيم مفقودة في المجتمع الأسرائيلي العنصري بنيويا".

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

تغطية رائعة