الأحد، 10 فبراير 2008

بلدية الناصرة تعرض مخططا جديدا لحل ازمة المرور والتجار يصفونه بـ" الكارثي" على التجارة والمدينة!


رائد دلاشه
لا شك أن كلمة " أزمة السير" أصبحت كلمة مرادفة لمدينة الناصرة. الزوار يتذمرون من دخول المدينة رغم حبهم لها، وأهالي المدينة وخاصة أولئك الذين يقطنون في مركزها يستاؤون من قيادة السيارة و لخروج من منازلهم لأن الحارة "مخنوقة" بالسيارات.
هذا الواقع جعل العديد من أصحاب المنازل ميسوري الحال يخرجون للسكن في أطراف المدينة أو ينتقلون الى "مهرب الامان"- نتسيرت عيليت، هذا الواقع كذلك طال ايضا عددا من المحال التجارية انتقلت من "قلب" الناصرة الى الخارج.
اذا هي أزمة مدينة، وأزمة تجار يعانون من الاختناقات المرورية، فعلى الرغم من محاولات البلدية للتغلب على حلها الا ان الواقع سطر فشلا للبلدية في عدم حل الازمة بصورة ملموسة !. بدأت محاولات بلدية الناصرة حل الازمة من خلال وضع شارات ضوئية بالقرب من منطقة العين وكذلك عند "طلعة الكازنوفا"، مقابل "شهاب الدين"، لكن سرعان ما تم تعطيل عمل الشارة الضوئية بعد فشلها في حل الازمة وفشل البلدية في الرهان عليها. بعد بضع سنوات عادت البلدية وبجعبتها مخطط جديد وهو "اقتلاع" الشارة الضوئية وتشييد "دوار" مروري مكانها، علقت عليه آمالا كبيرة في انقاذ الناصرة، والبلدية ربما، من ازمتها.. لكن الاختناقات متواصلة والجميع يشكي : زوار، أهالي ، تجار ومستخدمين..
في الاسابيع الاخيرة اطلت بلدية الناصرة بمخطط جديد، وهو تشغيل شركة من أجل ترتيب مواقف السيارت على امتداد الشارع المركزي في المدينة وأمام المحال التجارية، ووضع ماكنات ألكترونية من اجل دفع رسوم توقيف السيارة، بحيث تحسب التكلفة وفق عدد الساعات التي توقف بها سيارتك، ومن لا يدفع يغرم من قبل مراقبي البلدية !، فهذا المشروع بحسب المخطط سيبدأ تنفيذه مطلع نيسان\ أبريل القادم ويمتد من الواصفية وحتى الخانوق، شارع كسال (بنك لؤومي)، ش المختار، مقطع الشربيني حتى شارع عمر المختار، مقطع مفرق عبد الخالق-زياد ويشمل محيط مسجد السلام وحي الاقباط، شارع توفيق زياد ( الكراجات).
هذا المخطط الجديد جعل عدد من الاهالي في المدينة والزوار بشكل خاص، يشعرون لأول وهلة أن الفرج قريبا، ، لانه لم يعد أحد يوقف سيارته على جانبي الطريق، لا من اجل عرضها أمام المارة لبيعها، ولا لانها تعطلت!
لكن سرعان ما بدات الاصوات تتعالى، وخاصة بين تجار المدينة الذين أعتبروا المخطط الجديد بمثابة "قتل" للمدينة وكارثة اقتصادية لن تشفى منه المدينة يوما.
" أحدا من المسؤولين في البلدية لم يتوجه الينا للتشاور او لعرض الموضوع علينا، وتفاجئنا قبل اسبوع بأجتماع تعقده البلدية من اجل المصادقة على 250 ألف شاقل من أجل الدعاية وتسويق المشروع"، أقوال احمد ظاهر ، رئيس لجنة التجار. وأضاف : " نحن اول من يطالب بتنظيم حركة السير في الناصرة لكن ان تتم بشكل مدروس تراعي المصالح التجاريو في المدينة واحتياجاتها، وتشيد مواقف كافية للسيارات، وبما في ذلك أماكن ايقاف لسيارات التجار، وأماكن مخصصة لتحميل وتقريغ البضائع، لكن هذه الامور لم يتم مراعاتها بحسب المخطط وهذا يدل على انعدام التخطيط والدراسة"
البلدية من جهتها وعلى لسان علي سلام، نائب الرئيس، أكدت انها دعت رئيس لجنة التجار أحمد ظاهر وعرضت عليه المشروع، وأنها تعاملت مع الموضوع بشفافية وجدية، نافيا أن يكون المخطط قد وضع دون دراسة أو تخطيط، كما ونفى سلام أن تكون الخطوات التي اتخذتها البلدية من اجل حل ازمة السير كالشارات الضوئية أو الدوار بمثابة تجارب فاشلة، مؤكدا أنها أعطت حلولا جزئية لا بأس بها.
الى جانب هذه الجوانب التي تمس بالحركة التجارية، فان هنالك العديد من الاشكاليات التي عرضها التجار خلال مؤتمرهم الصحفي الذي عقد يوم الاربعاء الاخير، قد تزيد المسألة تعقيدا، بحيث يتوقعون أن يزيد هذا المخطط من الاختناقات المرورية داخل الاحياء القريبة من الشارع الرئيسي.
كما وطالب التجار بلدية الناصرة بمعالجة قضية وقوف حافلات السياح لمدة طويلة في أماكن تعلاقل حركة السير، وتخصيص أماكن محددة لوقوف هذه الحافلات، كما زطالبوا البلدية بالعمل على ايجاد حل لتوقف حافلات الخدمة التي تقل المسافرين خارج البلدة كتل أبيب أو نتانيا، بدلا من البحث عن مشاريع مصيرها الفشل الحتمي!
هذا وقد توجهت لجنة التجار الى رئيس البلدية مطالبة اياه بتشكيل لجنة مشتركة من الطرفين من أجل العمل سوية على حل مشكلة السير وتطوير الحركة التجارية والعمرانية. وكذلك تقديم تفاصيل دقيقة ونهائية مرفقة بخوارط تفصيلي جديدة لدراستها قبل عرضها على الوزارات المختصة، والتوقف عن الاجراءات التنفيذية للمشروع....

اذا تبقى أزمة الناصرة بعينها على مدى القصير، ويبقى التذمر هو نصيب أهالي المدينة وزوارها، الى حين وقف السجال القديم الجديد بين البلدية والتجار الى حين تبني مخطط يرضى به الاطراف ليبقى قلب الناصرة نابضا، كما عهدناه يوما.

ليست هناك تعليقات: