الثلاثاء، 12 فبراير 2008

في يوم دراسي في الناصرة: أجماع على وجوب النهوض بمكانة المرأة في العمل والتعليم


رائد دلاشه
عقد اتحاد المرأة التقدمي، يوما دراسيا في مدينة الناصرة، بعنوان "قضايا وهموم المرأة العربية ومسؤولية الاحزاب أتجاهها. وقد شارك في هذا اليوم العشرات من النساء والنشيطات السياسيات من الناصرة ومختلف البلدات العربية.

وتخلل هذا اليوم ثلاثة محاور مركزية، حول المرأة العربية بين التعليم والتشغيل، المرأة والقيادة المحلية وتطوير أجندة العمل الحزبي فيما يتعلق بقضايا المرأة.

أفتتحت الجلسة الأولى بعنوان: "المرأة العربية بين التعليم والتشغيل وقضايا العمل"، الناشطة السياسية – ايناس حاج. ثم تحدث النائب د.جمال زحالقة قائلا: إن وضع المرأة العربية في سوق العمل مترد جدا، ليس بسبب عدم رغبة المرأة العربية في العمل انما لعدم توفر فرص العمل، بفعل السياسات التي استمرت على مدار سنوات عديدة، وأضاف زحالقة: إن المرأة العربية يوجد لديها دافعية كبيرة جدا للعمل وهذا الامر يجب أن يستغل من قبل الحكومة الاسرائيلية، عن طريق فتح أماكن عمل وبناء المناطق الصناعية في البلدات العربية. وأشار زحالقة ان هنالك اتجاهين داخل المجتمع الاسرائيلي في التعامل مع العرب، أحدهما يدعو الى تحسين وضع العرب ورفع نسبة التعليم لديهم وهذا يقود الى تقليلهم لنسبة الولادات !، والآخر يدعو الى تفقير العرب وقطع المخصصات عنهم وهذا يقود الى نفس النتيجة وهو تقليلهم لنسبة الولادات!.

وقالت البروفيسور نهلة عبدو، في معرض حديثها عن اهمية العمل بالنسبة للمرأة، أن خروج المرأة للعمل يعطيها قوة ويكسبها مهارات كبيرة، ولا يختصر الموضوع على المفهوم المادي فقط، وهذا ما يعرف بـ "رأس المال الثقافي"، وهو رأس المال الانساني الثقافي، وقالت عبدو أن هنالك أهمية كبيرة لادخال تعليم من نوع آخر الى المجتمع وليس بالضرورة الى الخروج الى التعليم الرسمي بل التعليم بما يتلائم مع البيئة المحيطة والمتطلبات الحياتية.

وعن دعم انتاج المرأة تحدثت سناء زريق صالح، حول تجربتها في مشروع الاهالي للتمكين الاقتصادي، قائلة: لا يمكن ان يتم العمل على الجانب الاقتصاددي عند الحديث عن التنمية أو مشاريع دعم وتمكين اقتصادي. أي مشروع يبدأ من تمكين المرأة بشكل فردي من أجل زيادة معرفتها وتوعيتها بالبيئة المحيطة بها وبمركباتها، ومن ثم تتعرف على الامكانيات الاقتصادية واعطائها التدريب المهني في هذا المجال والاهتمام بالانتاج. وعن نجاح مشاريع التنمية والتمكين بحسب التجربة التي خاضتها قالت: "أن المشاريع رغم محدودية ربحها، الا انها استطاعت أن تخرط النساء المشاركات في الحياة العامة، حيث أقامت عدد من النسوة فعاليات أجتماعية على نطاق محلي كان له بصماته في الحياة المحلية، وهذا يدل على أن هنالك استثمار للطاقات الكامنة ، اذا اعطيت للنساء الفرص المناسبة.

ومن ثم تحدث مدير عام جمعية صوت العامل النقابية، وهبة بدارنة، حول تجربة النساء في النضال ضد مشروع فيسكونسين، قائلأ: التجمع والنائب د.جمال زحالقة أول من تجند ودعم نضال الجمعية ضد مشوع فيسكونسين منذ اللحظة الأولى. وأضاف: كان للنساء النشيطات الدور المركزي والهام منذ اليوم الأول لانطلاق المشروع المشؤوم في خلق رأي عام داخل المدينة ضد المشروع. وجاء في أقوال بدارنة ايضا: أربعة آلاف امرأة في الناصرة كن مستهدفات وحلقة مستضعفة أرادت الشركة محاربتهن وسحبت مخصصات الدخل منهن، من خلال التعجيز ووضع العراقيل.. هذا الواقع اضافة الى الدعم الذي وفرته جمعية صوت العامل جعل النسوة ينشطن بشكل مثف ويومي ضد المشروع حتى وصلن الى المحافل الدولية من أجل عرض مخطط "الاذلال فيسكونسين" والتحذير منه، والحصول على دعم خارجي!

وقد تحدثت السيدة، زهيرة حسن أحدى النشيطات ضد مشروع فيسكونسين، عن الظلم الحقيقي والاذلال الذي مارسته شركة "أجام مهليف" المطبقة لمشروع فيسكونسين، بحق المشاركات، كما وتحدثت عن التكاتف النسائي في الناصرة ضد المشروع والخطوات النضالية الذي قاموا فيه من ناحية المشاركة في المظاهرات الجدية بالاشتراك مع جمعية صوت العامل، وتوزيع النشرات على السائقين في الشوارع والاحياء، هذا النضال الذي جعل المعنيين والقييمين على المشروع يحاولون امتصاص غضب الشارع، ويعدلون الكثير من البنود في عمل الشركات، والغاء العديد من البنود المجحفة!

أما الجلسة الثانية من التي ادارتها الناشطة محاسن رابوص فقد تناولت موضوع المرأة والقيادة المحلية.
وقدمت د. تغريد يحيى يونس، مداخلة نظرية حول المرأة والقيادة المحلية، كما وتحدثت عن المعيقات في دخول المراة العربية الى المعترك السياسي، مؤكدة ان دخول المرأة الى المعترك السياسي يعطي المرأة فرصة لاحضار أدوات وطرق تفكير وعمل تساهم أكثر في تحسين ونجاعة العمل السياسي.

كما وتحدثت في هذه الجلسة زهرية عزب، عضوة مجلس كفر قرع حول تجربتها في العمل البلدي والوصول الى عضوية المجلس البلدي.ووصفتها بالتجربة غير البسيطة، بسبب العواقب الاجتماعية التي يفرضها المجتمع. مؤكدة ان ارادة المرأة هي العامل الاساس في تغيير الواقع القائم.

وفي الجلسة الاخيرة التي أدارتها الناشطة عرين هواري، تحت عنوان: "تطوير أجندة العمل الحزبي وادواته فيما يتعلق بقضايا المرأة"، شارك كل من : أمين عام حزب التجمع عو عبد الفتاح، النائبان المحامي سعيد نفاع ود. جمال زحالقة وكذلك القيادة في التجمع حنين زعبي.

وقال أمين عام حزب التجمع، عوض عبد الفتاح، أن النهوض في مكانة المرأة هو احد المواضيع التي على كل حركة سياسية ان تأخذها على محمل الجد وليس كشعار فقط، مؤكدا حرص التجمع على تعزيز مكانة وموقع النساء النشيطات في الحزب، وبرنامج التجمع يقر يعي ويقصد المساواة التامة.

وأكد عبد الفتاح أن هنالك دور للنساء في طرح الموضوع داخل الاطر الحزبية ، ومن واجب المراة القيادية أن تتحمل المسؤولية في رفع الوعي بما يتعلق بهذا الموضوع ودفع النساء الى الانخراط في النشاط الحزبي، وهذا يحتاج الى ابداع ومثابرة واجتهاد.

وقال النائب المحامي سعيد نفاع؛ إن تطوير مكانة المرأة الحزبية ليس بالامر الهين، وأحد شقي الموضوع في الاحزاب هو عدم وجود تكاتف وموقف نسائي موحد فيما يتعلق بالخطوات اللازمة من اجل تعزيز ورفع مكانة المراة في الاحزاب، والمعضلة الثانية؛ هي مدى جدية الرجال انفسهم في طرح مساواة المراة ورفع مكانتها، وقدرتهم على اتخاذ مواقف جدية في سبيل رفع مكانة المرأة.

وقالت القيادية حنين زعبي، أن النظر الى موضوع المرأة والتعامل معه كآفة مجتمع كما ينظر اليها التجمع هو امر هام ، خاصة وان التجمع يهدف الى بناء مجتمع حديث عصري، وشددت زعبي على وجوب قبول المرأة غير الناضجة أسوة بالمراة الناضجة لأن مساواة المرأة يجب ألا تكون مشروطة، لأن المساواة الحقيقية هي المساواة غير المشروطة. وقالت زعبي ان انشغال حزب التجمع بقضايا المرأة هو أمر حاصل بسبب الهم الوطني والقومي الذي يحمله والذي تكمن في طياته كل قضايا المرأة. وصرحت زعبي أن على نشطاء وقيادات الأحزاب عدم الاكتفاء بالقناعات في كل ما يتعلق بتعزيز مكانة المرأة، بل الانتقال الى العمل الفعلي والجاد.

من ناحيته شدد النائب د. جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع البرلمانية، أن أصعب القضايا التي من المفروض ان تشغل بال الاحزاب والحركات المتنورة هو قضية المرة وتعزيز مكانتها. فموضوع المراة هو موضوع مجتمع قبل أن يكون موضوع حزب، وطريقة العمل مع موضوع المراة يجب أن تأخذ بالحسبان البعد القومي والوطني. وقال زحالقة انه يجب اعطاء الفرص للنساء في الانخراط في العمل السياسي، وتقديم التوعية اللازمة لهن أسوة بتوعية الاعضاء لهذا الموضوع.

ليست هناك تعليقات: